السبت 28 ديسمبر 2024

فراشة في جزيرة الذهب بقلم سوما العربي

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات

موقع أيام نيوز


زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال
علمك الكدب
فردت بسرعة وڠضب ممزوج بالضيق الشديد
لأ طبعا..ده ...ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضا وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلا تختبئ خلفه من خۏفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود 
الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك.. في إيه 

يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان
في إيه يابني أنا بكلمك.
بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
أودشن ده إيه ده بقا إن شاء الله 
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر
اخوك وبكل فخر هيبقى مغني.
تحولت ملامح زيدان للڠضب الشديد وسأل
أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد پخوف
أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها
أنتي موافقاه على الهبل ده 
وفيها إيه هو حد....
قاطعها پغضب يقول
فيها أيه ده عادي يعني!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الڠضب و قال
واحد دماغه مفوته وخطيبته مطوعاه في الهبل .. أكيد مش هحرق في دمي معاهم ... أنا ماشي أحسن .
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة
الحمد لله.. أخيرا مشي... أنا بخاف منه قوي يا محمود.
ومين سمعك... أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا.
بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز.. أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ..ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي.
أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا ...يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها .
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعا فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعا للبيت.
__________________________
ألتفت رنا ببطئ والخۏف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت بړعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت پخوف
يعني إيه مش فاهمه..
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية 
عربية
أيوة ... الحمدلله...أنت بتتكلم عربي 
قليلا من أين أنتي 
مصر
لما الكذب إذا ..أنتي لست عربية.
ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس...طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا.
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة
أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريبا الشبكة واقعة هنا.
نظر لها بتدقيق ثم قال
أتبعيني إذا
نظرت له بشك ثم قالت
أتبعك فين لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني.
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه
جيد إذا ظلي هنا حتى تتحلل حثتك.
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه 
يا أستاذ..يا أستاذ..أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق .
توقف بنزق يسألها
ماذا 
هتساعدني إزاي
سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي.
بالطبع ذهبت خلفه ...لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة .
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة
أنت ياحضرت...مش قولت هتساعدني.. إحنا فين
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها .
شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة بطريقة سحبت الډماء من جسدها وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة چنونية بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم.
فلم تتحمل كل تلك الصدمات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاما بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم
توقفوا .. ملكنا في قيلولة ...ستزعجونه هكذا...ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء.
توقفوا جميعا فسقطت رنا أرضا منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم 
آه ...فتاة بيضاء...الآن فهمت .
نظروا كلهم أرضا پخوف ورمقتها أنچا بنفور فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضا
أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها .
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت پغضب
نحن هنا جميعا في خدمة الملك راموس ...لسنا بالجزيرة كي تفعل .. أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه .
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت 
حسنا سأضمها لجواري الملك ...كم تريد فيها .
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغا كبيرا... كبيرا جدا و قال 
مئتي دولار.
ماذا 
أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها أنه الملك راموس.
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت
حسنا لك ما أردت.
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء
خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك .
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم.
____________________________
في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم
المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت .. أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير.
فرد الحاج راشد بهمة
كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا .
كلام حلو يا حاج... بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا.
صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان
طلباتك ياست فوزية .
الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر.
صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود
ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر..أجيب منين ده الشقة على الطوب.
مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و المعلم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر

لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي .. يابني ده حتى المثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله .
حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة
عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر
معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان أنا لو رخيت له الحبل و زودت المهله هيرجع يسوق فيها أنا سيبته سنتين بقولك ..خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي .
طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا .
أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة
لاااااا ... كتب الكتاب مع الفرح .. أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب ويضرب على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا .
في منزل الحاج راشد
جلسوا جميعا بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود
وبعدين إيه الحل دي الشقة على الطوب الاحمر.
نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها بضيق
مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك ...أتصرف بقا .
أتصرف أزاي يعني .
صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد 
أاا...أحمم..كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله.
أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصډومة ومنهم زيدان فتحدث راشد
أنت أتجننت يالا ..دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه .
تهرب محمود من أعينهم خصوصا عين زيدان وقال
ماهو مافيش حل تاني.
وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة المجاورة للصالون يشعل سېجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و الضيق يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخا محمود
أنت إيه...مافيش ډم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها .
وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ .
كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها.
يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه ...بيخاوفوا منه ..ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش وماحدش راضي بيه.
ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه خوفا منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته ووصل به الحال أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سېجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد وصړخ پغضب
أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك .
لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة
هدي نفسك ياحاج.... أنا شايف إن مافيهاش حاجه والمليان يكب على الفاضي .
رفض راشد بحدة 
أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان 
أنا ومحمود واحد يا حاج 
لأ أنا مش موافق 
ماعلش بقا يا حاج عديها...خلي الفرح يدخل بيتنا.
ثم نظر لمحمود وقال
مبروك عليك يا محمود ... أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي .
شكرا يا زيدان..طول عمرك كبير في كل حاجة.
راقبت أمه ضحكته المتأملة وأستأذنه ليذهب للمواصلة عمله ثم قالت لمحمود
تصدق وتؤمن بالله أنت ماعندك ډم وأنا ماعرفتش أربيك.
أنتو عاملين حوار ليه انتي و أبويا...طول عمركم بتحبوا زيدان اكتر مني و مدلعينوا.
جلس راشد بإنهاك على كرسيه بينما يردد ساخرا بخيبة أمل
أه أهو حتى عشان كده طلع بايظ وعواطلي ومش بيعمر في شغلانه وعايز يتجوز بس مش مشطب شقته... إحنا فعلا دلعناه عنك.
يووووه ...أعملوا لي عزا بقا ...ما صاحب الشأن وافق .
فقالت الأم
حتى لو هو وافق كان المفروض انت تستحي وتقوله لأ ده شقاك أنت لكن ده أنت أصلا إلي طلبت..يا خسارة تعبي .
فقال راشد
خلاص يا فردوس .. خلاص المفروض
 

انت في الصفحة 3 من 37 صفحات